هل يتطوع المريض ؟!
هل يتطوع المريض ؟!
هل يتطوع المريض؟! فالمريض مشغول بنفسه.. ومشغولٌ بآلامه.. ومشغولٌ بأحزانه.. لكن المرض على أنواع فهناك مرض حاد مفاجئ كمغص يأتي..
وربما مرارة أو زائدة مؤقتة لساعات أو أيام، وليس عن هذا أتحدث بل أتحدث عن المرض المزمن كالمصاب بفشل كلوي أو مصاب بشلل أو بغيره
من الأمراض المزمنة فالتطوع لهؤلاء مطلب أساسي لأنه إذا ضعفت نفسه جاءت روحه مرتفعة به، إن الأمراض المزمنة تؤدي إلى ضعف نفسي متدرج،
ولربما تكون أدت إلى شيء من الكآبة أو اضطراب التكيف بمذاق نفسي اكتئابي أو قلق يؤثر على نفس الإنسان، فالعمل التطوعي يزكي النفس ويريحها
ويرفع من قيمتها ومن دور ذلك الإنسان.
أما بالنسبة للأمراض الحادة فلا يناسبها التطوع ولكن لا بأس لو أن إنساناً أصابه مرض حاد وأثناء التشافي وهو عضو في عمل تطوعي فلربما حاول
أن يخادع الألم الذي يشعر به في فترات الفراغ أن يعمل من خلال الكمبيوتر في إثراء العمل التطوعي عن بعد فيعمل الذي كان يعمله أيام الصحة العافية،
فإذا كنت في عافية وأنت تستطيع أن تستمر في الأعمال التطوعية فالمرض ليس عائقا عن التطوع بل دافعاً للتطوع لأنه نوع من البلسم لتلك الجراح
ونوع من البلسم لتلك النفوس التي تتألم أناء الليل وأطراف النهار.. فأتطوع وأنا أتألم؟ ربما يكون ذلك نوع من الإراحة للنفس فيخف الشعور بالألم حتى
تهدأ نفسك وتطمئن مما يساعد في راحة جسدك.
إن انشغال الإنسان بالقيم يرفع من قيمته عند نفسه ويقلل من شعوره بآلامه وبأحزانه وبمصائبه فلنحرص دائماً على قيمنا أن تكون عالية بل عالية جداً
لكن لا تكن عالية إلى المستوى الذي يعجزنا أن نلاحقها أو أن نصل إليها.
وإذا كانت النفوس كبارا تعبت في مرادها الأجسام.