صديقي والتطوع
صديقي والتطوع
لي صديق لا يحب العمل التطوعي وأنا أحب العمل التطوعي، أريد أن أتطوع ولكن أريد أن أجلس مع صديقي، وربما يحدث العكس أيضا صديقي يحب العمل
التطوعي وأنا أراه أنه عمل منهك مزعج، فهل أترك العمل التطوعي من أجل صديقي؟ لا .. التطوع مثل الحياة الزوجية.. فالزوج له ميولاته والزوجة لها ميولاتها،
وهناك منطقة يشتركون فيها في ميولاتهم، فالحل أن تتحرك مع صديقك في اختيار نوع التطوع في المناطق المشتركة، فلنفرض أن صديقك يحب السفر..
إذاً تطوع في الأعمال الخارجية التي ترفع من اسم دينك، ووطنك ومجتمعك ، هنا حققت له جزئية السفر التي يحبها وجزئية التطوع التي تحبها، وبذلك تزداد
المناطق المشتركة تدريجياً.
إياك أن تخسر صديقك لأنك لم تحسن توجهك للعمل التطوعي فلربما تأتيك لحظات ملل ولحظات شوق للصديق فتنسب ذلك الملل وذلك الشوق أنه بسبب
حرمانك من صديقك، فتترك بسببه العمل التطوعي.
إذاً فالحل إدارة مشاعرك مع صديقك من البداية، أو العكس إن كان عندك ضعف في حب العمل التطوعي وصديقك مقبل عليه فابحث عن نقاط التقاطع
في الاهتمامات فربما لن يبحث هو عنها، وطوِّر هذه النقاط حتى تستطيع أن تستمر في علاقة أقوى مع ذلك الصديق فالتطوع عمل خيري لا يفرق الأصدقاء.
وأحياناً قد يكون لديك صديق يعمل أعمالاً باطلة، وأنت تحب ذلك الصديق فلربما أفاد التطوع أحياناً بكونه مزاحماً للأعمال المحرمة فتقل المساحة للعمل
المحرم أو الباطل تدريجياً إذا استطعنا اختيار عمل تطوعي من محبوبات الصديق ولم نستطع إلغاء باطل ما ، فلنقلل من مساحته فذلك أقل ما يمكن أن تقدمه
للصداقة الوفية .
العمل التطوعي أمر راقي والأعمال المحرمة أمور دنية .. فكلما زادت مساحة العمل التطوعي كمية ومساحة قيمية ومعنوية ..
كلما قلت مساحة الباطل فأقدم بذلك فاتورة الصداقة في أحلى وأرقى صورها.