هل العلاج النفسي مجرد جلسات كلامية؟
هل العلاج النفسي مجرد جلسات كلامية؟
اعتقاد بعض الناس أن العلاج النفسي مجرد جلسات كلامية ولذلك فهم يعتقدون بعدم الحاجة إلى العلاج النفسي، فبإمكانهم أن يتكلموا
مع مريضهم ويطمئنوه بل إن بعضهم يبالغ فيقول: إننا نخاف أن يلخبط المعالج النفسي أفكار مريضنا بفكره المضطرب!!.
وأريد أن أوضح هنا أن العلاج النفسي ليس مجرد حوار بين المعالج والمريض، وإنما شيء أكبر من ذلك، وهو على عدة أنواع:
-الأدوية النفسية التي أثبتت التجارب العلمية على مدى عدة عقود من الزمن فعاليتها بنسبٍ كبيرة في شفاء بعض الأمراض النفسية أو تخفيف حدتها.
-الجلسات النفسية (العلاج النفسي غير الدوائي) وهي ليست مجرد حوار مع المريض، وإنما هي فحص طبي وعلاج في صورة حوار مقنن، ولا
تقوم على الاجتهادات الشخصية والنصائح، وإنما تتبع منهجاً وبرنامجاً خاصًّا، وتتطلب مشاركة فاعلة من المريض. ولذلك فإن من يقوم بها يجب
أن يكون من المتخصصين، ويقوم بها عادة الاختصاصي النفسي، وكذلك الطبيب النفسي الذي تلقى تدريباً فيها.
وهذا العلاج على عدة أنواع منها:
-العلاج المساند: وفيه يقوم المعالج بطمأنة المريض، وتوجيهه، وإرشاده، وتوضيح مختلف الأمور له.
-العلاج السلوكي: وفيه يقوم المعالج بتعديل بعض سلوكيات المريض المرضية، واستبدالها بسلوكيات مناسبة.
-العلاج المعرفي: وفيه يقوم المعالج بتقويم وتصحيح أساليب التفكير الخاطئة لدى المريض، التي ينظر بها إلى نفسه ومستقبله
والناس من حوله، ومحاولة استبدالها بأساليب صحيحة.
-العلاج بالرجفة المُحْدَثَة كَهْرَبيًّا: وهي إمرار تيار كهربي منخفض الشدة عبر رأس المريض يؤدي إلى حدوث رجفة خفيفة في مختلف أعضاء
جسم المريض دون أن يشعر بذلك، لأنه يكون عادة تحت تأثير البنج. ولهذا النوع من العلاج فعالية كبيرة في علاج عدد من الأمراض
النفسية، خصوصاً حالات الاكتئاب الشديدة.
-الجراحة النفسية: ويقتصر استخدامها على بعض الحالات النفسية الشديدة التي استعصت على العلاج.
ولعل هذا الاعتقاد عند بعض الناس ـ وهم قلة ـ أن العلاج النفسي مجرد جلسات كلامية قد تؤثر سلباً على المريض جاء نتيجة عدم إدراكهم
لطبيعة بعض الأمراض النفسية المزمنة التي تبدأ تدريجيًّا، ويميل المريض معها إلى العزلة، وربما تبدو عليه بعض مظاهر التدين، فلا يحلق
لحيته مثلاً ـ مع أن حلقها كان عادة له ـ ولم يكن ذلك تديناً منه، وإنما نتيجة إهماله لمظهره بشكل عام جراء تدهور حالته النفسية. وربما يبدأ
المريض أيضاً بالشعور بأفكار غريبة (مرضية) يظن من يحاوره من البسطاء أنها علامة رجوع إلى الله، ثم تظهر بعد ذلك مظاهر القلق فيذهب
إلى الراقي وقد لا يستفيد منه.
وحينما يزداد القلق أكثر يُحضِره أهله مضطرين إلى الطبيب النفساني، وحينئذٍ تكون الحالة في أوجها، فيحاور المريض ويصف له الدواء،
فلا يظهر على المريض التحسن الكافي لسبب أو لآخر.
وكأني بأهل المريض كانوا ينتظرون ذلك ليعللوا ما أصاب ابنهم أنه كان بسبب الطبيب النفساني، حيث يقولون: إن ابننا كان بخير وعافية تماماً!!
اللهم إلا إنه كان يعاني من بعض القلق، لكننا بمجرد زيارتنا للطبيب النفساني وحواره معه تدهور بشكل مفاجئ.
وما كان قولهم ذلك في الحقيقة إلا هروباً من وصمة المرض النفسي، وتعليلاً منهم بأنه حدث بفعل غيرهم لا نقصاً فيهم، كما يظنون.
مع مريضهم ويطمئنوه بل إن بعضهم يبالغ فيقول: إننا نخاف أن يلخبط المعالج النفسي أفكار مريضنا بفكره المضطرب!!.
وأريد أن أوضح هنا أن العلاج النفسي ليس مجرد حوار بين المعالج والمريض، وإنما شيء أكبر من ذلك، وهو على عدة أنواع:
-الأدوية النفسية التي أثبتت التجارب العلمية على مدى عدة عقود من الزمن فعاليتها بنسبٍ كبيرة في شفاء بعض الأمراض النفسية أو تخفيف حدتها.
-الجلسات النفسية (العلاج النفسي غير الدوائي) وهي ليست مجرد حوار مع المريض، وإنما هي فحص طبي وعلاج في صورة حوار مقنن، ولا
تقوم على الاجتهادات الشخصية والنصائح، وإنما تتبع منهجاً وبرنامجاً خاصًّا، وتتطلب مشاركة فاعلة من المريض. ولذلك فإن من يقوم بها يجب
أن يكون من المتخصصين، ويقوم بها عادة الاختصاصي النفسي، وكذلك الطبيب النفسي الذي تلقى تدريباً فيها.
وهذا العلاج على عدة أنواع منها:
-العلاج المساند: وفيه يقوم المعالج بطمأنة المريض، وتوجيهه، وإرشاده، وتوضيح مختلف الأمور له.
-العلاج السلوكي: وفيه يقوم المعالج بتعديل بعض سلوكيات المريض المرضية، واستبدالها بسلوكيات مناسبة.
-العلاج المعرفي: وفيه يقوم المعالج بتقويم وتصحيح أساليب التفكير الخاطئة لدى المريض، التي ينظر بها إلى نفسه ومستقبله
والناس من حوله، ومحاولة استبدالها بأساليب صحيحة.
-العلاج بالرجفة المُحْدَثَة كَهْرَبيًّا: وهي إمرار تيار كهربي منخفض الشدة عبر رأس المريض يؤدي إلى حدوث رجفة خفيفة في مختلف أعضاء
جسم المريض دون أن يشعر بذلك، لأنه يكون عادة تحت تأثير البنج. ولهذا النوع من العلاج فعالية كبيرة في علاج عدد من الأمراض
النفسية، خصوصاً حالات الاكتئاب الشديدة.
-الجراحة النفسية: ويقتصر استخدامها على بعض الحالات النفسية الشديدة التي استعصت على العلاج.
ولعل هذا الاعتقاد عند بعض الناس ـ وهم قلة ـ أن العلاج النفسي مجرد جلسات كلامية قد تؤثر سلباً على المريض جاء نتيجة عدم إدراكهم
لطبيعة بعض الأمراض النفسية المزمنة التي تبدأ تدريجيًّا، ويميل المريض معها إلى العزلة، وربما تبدو عليه بعض مظاهر التدين، فلا يحلق
لحيته مثلاً ـ مع أن حلقها كان عادة له ـ ولم يكن ذلك تديناً منه، وإنما نتيجة إهماله لمظهره بشكل عام جراء تدهور حالته النفسية. وربما يبدأ
المريض أيضاً بالشعور بأفكار غريبة (مرضية) يظن من يحاوره من البسطاء أنها علامة رجوع إلى الله، ثم تظهر بعد ذلك مظاهر القلق فيذهب
إلى الراقي وقد لا يستفيد منه.
وحينما يزداد القلق أكثر يُحضِره أهله مضطرين إلى الطبيب النفساني، وحينئذٍ تكون الحالة في أوجها، فيحاور المريض ويصف له الدواء،
فلا يظهر على المريض التحسن الكافي لسبب أو لآخر.
وكأني بأهل المريض كانوا ينتظرون ذلك ليعللوا ما أصاب ابنهم أنه كان بسبب الطبيب النفساني، حيث يقولون: إن ابننا كان بخير وعافية تماماً!!
اللهم إلا إنه كان يعاني من بعض القلق، لكننا بمجرد زيارتنا للطبيب النفساني وحواره معه تدهور بشكل مفاجئ.
وما كان قولهم ذلك في الحقيقة إلا هروباً من وصمة المرض النفسي، وتعليلاً منهم بأنه حدث بفعل غيرهم لا نقصاً فيهم، كما يظنون.