المدونة

ارتباط الأمراض النفسية بالجنون والتخلف العقلي في حس كثير من الناس.
ويؤدي هذا الأمر إلى التردد عند زيارة المعالج النفسي، والخجل من ذلك، بل ربما الامتناع عن الإقدام عليه أصلاً، حتى مع الحاجة الشديدة إلى ذلك.
ولذلك فإنك ترى بعض المرضى يجلس متلثماً في صالة الانتظار، والبعض الآخر يتأخر في الحضور إلى العيادة، حتى يتأكد من أن أكبر عدد
من المراجعين قد انصرف.

بل قد تجد بعض المرضى أحياناً يحاول جاهداً مع معالجه أن يكون لقاؤهما خارج العيادة!!.
ومن مضار هذا الاعتقاد الخاطئ أن يتأخر الناس في إحضار مريضهم، حتى يستفحل المرض جدًّا، مما قد يجعل من الصعب علاجه، كما أنه
سيحتاج حينئذ لفترة علاج أطول.

ولعل الأمر الأشد غرابة هو تناقض بعضهم، فتجده يطلق النكات ويسخر من العلاج النفسي، لكن ما إن تُصِبْ أحد ذويه علة نفسية حتى يُهْرَعَ
إلى أقرب معالج نفسي باحثاً عن العلاج.

ولعل عزل المرضى النفسيين في مستشفيات خاصة يعزز هذه النظرة الخاطئة وغيرها من النظرات السلبية تجاه العلاج النفسي.
ولذلك فكم نتمنى أن تعود الأقسام النفسية إلى المستشفيات العامة كغيرها من التخصصات ـ كما هو الأمر في أكثر بلاد العالم المتقدمة طبيًّا
وأن تلغى المستشفيات النفسية، أو أن يقتصر دورها على علاج حالات محددة.